االنص التواصلي الحب العذري

كتشاف معطيات النص

1 - ما مفهوم الحب العذري ؟

هو ذلك الحب الذي خلص من شوائب الدنس ، و تلك العاطفة السامية التي تعالت عن مخزيات المآثم و منديات الأهواء .
2 - هل يتناقض الحب العذري مع جوهر الحب ؟

إذا
كا ن الحب العذري هو ما فهمناه من التعريف السابق فلا شك أنه يتناقض مع
جوهر الحب الذي يعني اقتحام و التحام و امتلاك و توجع و تفجع لا لشيء إلا
لتحقيق الظفر بما يشتهون

3 - كيف يسمى الحب العذري في التراث اليوناني ؟

يسمى
الحب العذري في التراث اليوناني بالحب الأفلاطوني فقد جاء في كتاب المائدة
لأفلاطون أرق الأحاديث في الحب و أنواعه حيث تخيل أفلاطون حفلا ضم رهطا من
مختلف طبقات المجتمع اليوناني بينهم الطبيب و المحامي و الأديب و الفيلسوف
فأخد كل منهم يبدي رأيه في الحب حسب ما يعتقده .أما أفلاطون فقد قال " إن
الحب عظيم قادر و هو موضوع إعجاب الأرباب و الناس لدواع كثيرة "

4 - بم يضحي العذريون و بم علل الكاتب هذه الظاهرة ؟

ضحى
العذريون بكل مآرب الشهوات و الأهواء الأرضية و مالوا غلى عواطف حبية
سامية هي غير عواطف الناس العاديين فالحب العذري لا يعترف بالجسد و صاحبه
صادق في حبه حتى الموت تضرب به الأمثال ينهش المرض جسمه النحيل ، و ما داؤه
في الحقيقة غير عشقه أما دواؤه فهو قرب الحبيب ولكن دون الوصول إليه أهولا
و أهوالا

5 - إلى أي مقام رفع الكاتب الشاعر ؟

إن
الشاعر شخصية متميزة عن بقية الناس فهو يستطيع أن يرتفع بروحه عن الأدناس
الأرضية بعد أن تخلص من جواذب المنافع و الأغراض فأصبح بذلك ملكا( و على
الأقل إنسانا من طراز آخر) يؤذيه جوع الروح لا جوع البطن .

6 - ما نظرة العذري للمرأة؟

نظرة
العذريين نظرة فيها من الإنسانية و النبل و عواطف الحب الصادق ما لم نجده
عند شعراء الغزل في الجاهلية . إن الشاعر العذري يكره أن تكون المحبوبة
سهلة المنال هينة بل يريدها بشمائل تميزها عن سائر بنات حواء ، إنه يتصورها
أمنع من الظبية العصماء، أبعد من نجم السماء ، إنها جنية لبست ثياب إنسية
لتخبله و تأسره .

7 - هل العذريون ناجحون في حياتهم العملية ؟

يرى
الكاتب أن هؤلاء لم يكونوا رجال أفعال قط . ففي التاريخ شواهد تدل على
فشلهم في حياتهم الاجتماعية لأن شغرلهم الشاغل هو التغني بالصبابة و الوجد.
هم قوم شغلوا حياتهم بهواهم حتى توهموه بابا من أبواب الجهاد و لهذا قال
جميل بن معمر :
" يقولون جاهد يا جميل بغزوة و أي جهاد غيرهن أريد ؟ "

8 - ما سر خلود الشعر العذري ؟

الحب
العذري حقيقة لا يرتاب في وجودها دارس أو باحث فقد وجد هؤلاء الشعراء
بحبهم المتميز و تفانيهم لسيداتهم ،في هذا الحب بذلوا كل غال و رخيص
فتجردوا من حب الجسد و رضوا بالابتعاد عن الحبيب جسديا و اكتفوا بلقائه
بالتصور الجميل و الذكرى الطيبة . لقد أحبا من أجل الحب فقط . و مثلوا
القناعة المجردة من كل حس مادي . و هذا هو سر القوة في هذا النوع من
النسيب ، القوة التي أعطته الحياة و الخلود .

مناقشة معطيات النص :

-لماذا يبدو الحب العذري عاطفة غير طبيعية في حياة الكاتب ؟

إذا كان المحب الطبيعي له مطالب حسية فإن المحب العذري تسامى عن ذلك غلى
معاني روحية خالصة خلصت من كل ما هو ارضي مادي . إن الحب اعذري هو خلجة من
خلجات النفس الصادقة ، و عاطفة جارحة تئن و تتألم . و من هذا المنطلق يكون
المحب العذري قد خرج عن الطبيعة البشرية :

أحبك يا ليلى على غير ريبة و ما خير حب لا تعف سرائر

- بين كيف يكون الحب العذري رياضة صوفية

الحقيقة ان الشاعر الصوفي هو الذي نسج قصائده على منوال الشعراء العذريين
و ليس العكس ، حيث ردد أشعاره مستخدما لغة الحب و رموز المحبين ، و
بالتالي لا نستطيع التمييز بين ما يتغنى به الشاعر الغزلي بالحب الإنساني و
ما يتغنى به الشاعر الصوفي بالحب الإلهي فالحب عند كليهما روحاني يتجرد من
طيبات الحياة سعيا للذوبان في الروح الأخرى فالشاعر العذري يهب نفسه كلها
للمحبوب كما يهب الصوفي نفسه لله لا يرغب في شيء سواه .
الحب العذري
يشبه الحب الصوفي لأنه تميز بالإفراد و التوحيد في المحبة يتعلق بنموذج
مفرد من النساء . و من هنا تكون غاية هذا الحب القصوى للجمال و الجلال
الأنثوي حتى يغدو المحب محض مثال و ذكرى متخيلة.
-ما غذاء الرواح ؟

إذا كان الإنسان الطبيعي يسد جوعه بالطعام و الشراب كما يصنع سائر الحيوان
فإن الشاعر يتأذى من جوع الروح . يتساءل الكاتب : " و يا جوع الرواح من
يعرف معناك ؟ "
إن الشاعر العذري يخاف من السقوط في الإثم لذا فهو يتحصن بالعفاف و النقاء العشقي .
لقد
اصبحت الروحانية الغذاء الأساسي للسعادة في هذا الحب و من هنا هيمنت على
القصيدة العذرية ظواهر روحية ابرزها : ظاهرة الطيف الذي يغذي به الشاعر
شوقه و حنينه للقاء :


ألمت خناس و إلمامها أحاديث نفس و أحلامها

فلا نيل إلا ما تزود ناظر و لا وصل إلا بالخيال الذي يسري

- ظاهرة استرجاع الذكرى الماضية ( المكان الزمان المرأة )
- القناعة بالتصبر و الاكتفاء بذرف الدمع :
و لي عين أصر بها إلتفاتي إلى الأجزاع مطلقة الدموع
إلى الخلوات تأنس فيك نفسي كما أنس الوحيد إلى الجميع

- ما نوع الحب الذي يقابل الحب العذري و ما خصائصه ؟

إلى
جوار هذا الحب العذري وجد الغزل الحسي بنوعيه : الصريح الفاحش و غير
الفاحش و طابعه الاخلاص إلى الجمال أنى كان و المجون و الخلاعة في أسلوب
إباحي يميل للقص . وقد نشأ ي حواضر الحجاز و مدنه حيث تكثر حياة الترف و
الراحة و اللهو و حيث الأشراف الذين أغدق عليهم الأمويون الأموال ليلهيهم
عن شؤون السياسة لذا نشأ هؤلاء في ترف و فراغ ففسدت اخلاقهم و يمثل هذا
الاتجاه عمر بن أبي ربيعة .

أذكر الشعراء الذين اشتهروا بالحب العذري :

شاع
هذا النوع من الحب في بوادي العرب ، وطابعه الوفاء و العفة إنه متنفس
القلب في بيئة لم تعرف ملاهي الحضر وقد نسب هذا اللون إلى بني عذرة و هو
قوم ( كانوا إذا عشقوا عفوا فماتو ) و أشهر ممثلي هذه المدرسة : جميل بن
معمر المعروف بجميل بثينة - قيس بن ذريح صاحب لبنى ، قيس بن الملوح المشهر
باسم مجنون ليلي ، عروة بن حزام صاحب عفرة ، و كثير عزة .
هؤلاء ظهروا
في صدر الإسلام و حملوا لواء الغزل العفيف و ضربوا بسهم كبير فيه حتى تغنى
بشعرهم المغنون ووضع الرواة حولهم الروايات الكثيرة و الأقاصيص الخرافية
نقلي ياء الاء باه غدوا مايحاوزناش بن عاشور ههه.