FOUFOU.DZ المدير
عدد المساهمات : 1546 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 العمر : 32 الموقع : khenCLeà
| موضوع: امثلة للسلف في احترام الوقت الخميس 19 مايو 2011 - 22:50 | |
| بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد، فهذه أمثلة من حرص السلف على استغلال أوقاتهم، حتى نرى مدى التفريط في أوقاتنا، علّ هذه الأمثله -بعد فضل الله- أن تكون سبب في شحذ همتي وهمتك إلى الطلب، وإلى الشعور بأننا قد فرطنا في قراريط كثيرة من الأوقات الفضيلة، وهذه الآثار تدل دلالة واضحة على أن السلف الصالح كانوا يشحُّون بكل لحظة من عمرهم وأن الوقت كما قال الوزير يحيى بن هبيرة [size=16][ذيل طبقات الحنابلة 1/182]. والوقت أنفس ما عنيت بحفظه * * * * وأراه أسهل ما عليك يضيع
فمن الأمثلة: ما ذكره السمعاني في كتابه "أدب الإملاء والاستملاء" عن بعض المحدثين، : "وهذا المثال بدل على أنه لا يصرف شيئا من وقته إلا في الطلب أو الذكر من استغفار أو تسبيح أو تهليل، فقديما كانت حلقات العلم يحضرها الجمع الغفير من الناس، فقد ورد أن مجلس محمد بن اسماعيل كان يحضره عشرون ألفا" الشاهد من هذا الأثر أن السمعاني ذكر أن المحدث كان إذا قال: حدثنا وكيع، ثم بدأ المستمعون ينقلون هذه الكلمة، كان المحدث في هذه اللحظة لا يضيع وقته، بل يستغفر الله ويسبح الله حتى ترجع عليه الكرّة مرة أخرى. فانظر إلى هذه الثواني التي أبى أن يفرط فيها، ثم انظر كيف تذهب علينا أيام وساعات كثيرة لا نشعر بها.
ويقول بعضهم عن عبد الله بن الإمام أحمد: "والله ما رأيته إلا مبتسما أو قارئا أو مطالعا"، ويقول غيره عن الخطيب البغدادي: "ما رأيت الخطيب إلا وفي يده كتاب يطالعه".
فهؤلاء القوم لا تذهب أوقاتهم، وأما نحن فلسان حال الكثيرين كما قال الشاعر: تمر بنا الأيام تترى وإنما * * * * نُساق إلى الآجال والعين تنظرُ فلا عائدٌ ذاك الشباب الذي مضى * * * * ولا زال هذئا المَشِيبُ المكدَّرُ
والحسن البصري -رحمه الله- يقول: "يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك" [حلية الأولياء للأصفهاني 148/2]. ويقول أيضا: "ما يوم ينشقُّ فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد مني فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة" [لحلية 147/2].
واعلم أن الأوقات أقسام كما ذكر الخليل بن أحمد: الوقت على ثلاثة أقسام: وقت مضى عنك فلن يعود، ووقت انت فيه فانظر كيف يخرج عنك، ووقت أنت منتظره وقد لا تبلغ إليه" [طبقات الحنابلة 288/1].
إن هذه الأوقات التي تمر علينا نعلم من سنة الله انها لا تعود، وبكل حال، فلو اجتمعت الإنس والجن والملائكة -وكان بعضهم لبعض ظهيرا- ما استطاعوا أن يردوا ثانية ذهبت من أعمارنا، إن الأوقات التي نضيعها إذا قارنّاها بالأوقات المستغلة رأينا في أنفسنا تفريطا بليغا. وإذا قرأ الواحد منا حرص السلف -رحمة الله عليهم- ومدى استغلال أوقاتهم، فإن الإنسان يعجز عن وصف حاله لتفريطه وتقصيره.
وذكر الذهبي عندما ترجم لعبد الوهاب بن عبد الوهاب بن الأمين: أن أوقاته كانت محفوظة، فلا تمضي له ساعة إلا في قراءة أو ذكر أو تهجد أو تسميع. [معرفة القراء الكبار 465/2]. ومحمد بن عبد الباقي يقول: "ما أعلم أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب" [سير أعلام النبلاء 26/20].
ومن الآثار العجيبة التي تبيّن مدى حرصهم على استغلال أوقاتهم ما ذكره الذهبي في كتابه السير عن داود أبي هند رحمه الله أنه كان يقول: "كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، فإذا بلغت إلى ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله كذا وكذا... حتى آتي المنزل"[السير 378/6]. وقصده أن يستغل وقته في هذه اللحظات التي ستمر من عمره.
وكل منا - إلا من رحم الله - إذا رأى أوقاته التي يهدرها ولا تعود إليه بالنفع، ثم رأى الأوقات التي استغلها فإنه يرى تطفيفا في الكيل. هذه الآثار أخي تبين أن الوقت ثمين، ولعلّي أن أشبه الوقت بالبَكَرَةِ، أرأيت البكرة التي توضع على فم البئر؟ هذه البكرة لو وضع خيط طويل ثم أخذ شخص بطرف الخيط ثم بدأ يسحب هذا الخيط، والبكرة تدور تبعا لهذا السحب، فهذا الذي يسحب من الخيط يقبل الزيادة والذي في البكرة يقبل النقصان، هذا هو العمر. فأنت لا تعلم مدى الخيط الذي في البكرة، انت لا تعلم أجلك، وهذا الخيط الذي يسحب هو العمر الذي تعيش فيه والأيام التي تشرق وتغرب عليك شمسها، ولو اجتمعت الإنس والجن -وكان بعضهم لبعضٍ ظهيرا- ما استطاعوا أن يردوا لحظة واحدة فضلا عن ساعة كاملا. إذاً فعلينا أن نترك التسويف جانبا، ونشمر عن سواعد الجد، ولا يفتر أحجدنا في تحصيل الخير على اختلاف أنواعه.[/size] | |
|
Otba كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 1912 تاريخ التسجيل : 18/11/2010
| موضوع: رد: امثلة للسلف في احترام الوقت الجمعة 20 مايو 2011 - 16:49 | |
| بارك الله فيك فوفو وجزاك الله الجنة
| |
|