هبط عصفور حتى وقع على مقربة من الرجل فصاده الرجل فرحا
وضم عليه اصابعه حرصا منه على الغنيمة ...
فقال له العصفور وهو في قبضته:
-ماذا تريد ان تصنع بي ؟
اني لا اشبعك من جوع ، و لكنني استطيع ان اعطيك ما هو انفع لك من اكلي .
-ماذا تعطيني؟...
-ثلاث حكم ،
اذا تعلمتها نلت خيرا كثيرا .
-اذكرها لي ...
-لي شروط:الحكمة الاولى اعلمك اياها في يدك،
و الحكمة الثانية اعلمك اياها اذا اطلقتني ،
والحكمة الثالثة اعلمك اياها اذا صرت على الشجرة...
-قبلت... هات الاولى...
-لا تتحسر على ما فاتك.
-والثانية؟...
-اطلقني اولا حسب الشرط...
فاطلق الرجل العصفور من يده،ووقف العصفور على ربوة بقربه ،
وقال :
-الحكمة الثانية :
لا تصدق مالا يمكن ان يكون...
ثم طار الى الشجرة وهو يصيح:
-ايها الانسان المغفل...لو كنت ذبحتني لاخرجت من حوصلتي ذرتين
زنة كل ذرة عشرون مثقالا...
فتحسر الرجل حسرة شديدة ،ونظر الى العصفور وقد صار على الشجرة ،
وتذكر شروطه،
فقال له بصوت ينزف من العذاب:
-هات الحكمة الثالثة...
-فقال العصفور باسما ساخرا:
-ايها الانسان الطماع ...لقد اعماك جشعك فنسيت الاثنتين، فكيف اخبرك بالثالثة؟
الم اقل لك لا تتحسر على ما فاتك ، ولا تصدق مالا يمكن ان يكون...
ان لحمي وعظمي ودهني وريشي لا يزن عشرين مثقالا ...
فكيف تكون في حوصلتي ذرتان وزن كل واحدة عشرون مثقالا ؟.
وكان منظر الرجل مضحكا ...لقد استطاع عصفور ان يلعب بانسان.