تتطاير حولنا أكياس البلاستيك (النايلون) في كل مكان، نراها في الشارع وعلى الأشجار وفي الشواطئ وهي في تزايد مستمر، وحسب الإحصاءات العالمية قدرت بنحو 500 بليون كيس يستخدم في أنحاء العالم كل سنة ولا يعاد تدويرها إلا بنسبة أقل من 1 %.
أشارت دراسة لوكالة بيئية أميركية إلى أن البلاستيك يصنف ضمن 20 منتجا ـ من أخطر الموادّ أثناء عملية التصنيع، لأن جميع أنواع أكياس البلاستيك المستعملة في التسوق أو حفظ المواد الغذائية، وفي كل الاحتياجات المنزلية مصنعة من مشتقات البترول إضافة لمواد كيميائية ، وتضيف الدراسة أن الأكياس البلاستيكية ليست قابلة للتحلل العضوي، وبالتالي تشكل عائقا كبيرا في تحويل النفايات العضوية إلى سماد جيد ومفيد للتربة.
أما إذا تطايرت الأكياسُ والتصقت بالأشجار، فتؤثر على عملية التلقيح، وذلك بحجب الضوء عن بعض أجزاء النبات، مُسبّبة عدم استكمال عملية التمثيل الضوئي اللازم لحياة هذه الأشجار.
وإذا بقيت فوق التربة فهي تؤثر بصورة مباشرة على التوازن الميكروبي للتربة وتعيق تغذية النباتات، وإذا دفنت تشكل طبقة عازلة تفصل التربة إلى جزأين، فتحجز مياه الأمطار في الجزء العلوي، ولا تتسرب بشكل كلّي أو جزئي إلى الآبار الجوفية.
أما الجزء السّفلي فلا يحصل على المياه، ولا على المخصبات اللازمة، فلا تستطيع عوامل التعرية كالضوء والحرارة تذويب وإحلال أو تفكيك البلاستيك بسبب توفرها على خصائص تؤدي إلى عدم التحلل والذوبان .
كما أن عدم قابلية المخلفات البلاستيكية للتحلل، وصعوبة جمعها ، يشكل خطرا على الحيوانات البرية والبحرية .
أما خطرها على صحة الإنسان فهي واضحة ، ويحذر اختصاصيو التغذية من استخدام أكياس البلاستيك لحفظ الطعام فالمادة الكيمائية التي تدخل في تركيب أكياس النايلون الشفافة أو الملونة يمكن أن تتفاعل مع المادة الغذائية التي بداخلها، وحيث تذوب المواد الضارة في الغذاء وتنتج عناصر وراثية، تسبب سرطان الكبد والرئة والدم، كما أن استخدام هذه الأكياس يؤدي إلى وجود متبقّيات من مادة البلاستيك في دم الإنسان وهذه تعتبر مسببا أساسيا لأخطر الأمراض.
أصبحنا نستخدم هذه الأكياس في حفظ الأطعمة وشراء الخبز والفول والحمص (النخي) وغيرها، وهذا يسبب مخاطر صحية كثيرة وخصوصا حين تكون هذه الأطعمة ساخنة.
فهذه المواد الضارة تذوب في الغذاء وتكون أحد العوامل المساعدة للإصابة بالسرطان إذا ما تكرر استخدام الأكياس البلاستيكية بصورة مستمرة، مما قد يؤدي إلى وجود متبقيات من مادة البلاستيك والتي تعتبر من المسببات لأخطر الأمراض.
ولذلك يجب استخدام العبوات المصنوعة من المواد الطبيعية التي لها خاصية إعادة التصنيع مثل الورق والزجاج، وضرورة وضع الخبز وهو ساخن باستعمال سلة خاصة له أو أكياس من القماش أو الورق أو الكرتون مصنوعة من مواد نظيفة وليس عليها أحبار للطباعة كذلك وضع مياه الشرب في زجاجات بدلا من العبوات البلاستيكية.
فالمواد البلاستيكية تدخل الجسم عن طريق الغذاء أو الدواء أو الماء لتتراكم مع الوقت وتلحق أضرارا بأجهزة الجسم كافة.
ذكرت دراسات بحثية في إحدى مجلات مستشفى جونز هوبكنز الدورية، وهو من المستشفيات الرائدة في مجال الأمراض المستعصية خصوصا أمراض السرطان في الولايات المتحدة الأميركية، أن عملية التبريد والتسخين باستخدام مواد بلاستيكية تسبب مرض السرطان، وقد أصدرت الدراسة توصياتها وتشمل عدم وضع أوان بلاستيكية في الميكروويف، عدم وضع عبوات ماء بلاستيكية في الثلاجة، الابتعاد عن تسخين أية مأكولات ملفوفة بالبلاستيك.
تبقى كلمة لربات البيوت حفاظا على صحة الأسرة وسلامتها عدم وضع الأغذية الساخنة في أطباق بلاستيكية بما فيها المصنوعة من الميلامين تجنبا لحدوث تفاعلات ضارة، وتفضيل استعمال أدوات المطبخ المصنوعة من الخزف أو الزجاج.
تجنب استخدام عبوات البلاستيك التي تكون فيها المواد الملونة غير ثابتة أو تتأثر بالأحماض والزيوت والحرارة في حفظ الأغذية التي توضع فيها، وعدم لف الأغذية بالغشاء البلاستيكي اللاصق قبل تسخينها داخل أفران الميكروويف، تجنب تخليل الخضراوات داخل عبوات بلاستيك ملونة، والنصيحة الأكبر كلما حاولنا الابتعاد عن المواد البلاستيكية كان ذلك أفضل لحياتنا وصحتنا.
منقول